بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "احرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
الإيجابية مطلب إسلامي
المؤمن الحق يخاف علي دينه، ويبذل في سبيله فوق ما يستطيع، وينام ويستيقظ علي هم وحيد: أن ينتصر هذا الدين ، وأن يتحلى المسلمون بالإيجابية وأن يودعوا السلبية التي فرضها عليهم أعداء الأمة. والمؤمن لا يكون سلبيا تاركا الباطل يعلو علي الحق ، فالإيجابية ليست أمرا تطوعيا ، إنما معذرة واعتذار الي الله. إن الإيجابية حيوية تقصي السلبية، والإيجابية قوة روح وعزم وقوة جد وهم وقوة عمل وكدح، وهي دعوة رفض للاستسلام للواقع وتبرير القعود ، وانتظار الأقدار ، ومن هنا نهتف لكل سلبي قائلين "( قم فأنذر)"
الإيجابية صفة أساسية في المؤمنين
إن مرادف الإيجابية في الإسلام هو : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وضعه الله شرطا لصلاح العباد وخيرية الأمة علي الأمم ، قال الله تعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فمن أولى علامات المؤمن أنه إنسان إيجابي.
أوصاف الأمة الإيجابية
والناظر الي أوصاف الأمة التي هي خير أمة ، يرى أنها أوصاف تدل علي أنها أمة إيجابية :
1- أمة تدرك ان لها في الحياة رسالة ، وأنها لم تأت الي الدنيا لتعيش كما يعيش الأنعام ، إنما أمة جاءت ليترك كل فرد منها بصمته وأثرة الإيجابي في الحياة ، أمة لها رسالة ، وهر أحياء الناس : "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها".
2- من إيجابية الأمة القيام بالنصيحة ، فلا دين إلا لمن قام بواجب النصح أن يرى الإنسان الفاسد فلا يسكت ، أن يرى الإنسان الخير فلا يقعد ؛ لا بد من إعانة أهل الخير ومقاومة أهل الفساد ، فالله ربط خيرية الأمة بهذة المهمة.
أهمية الإيجابية
تمنع من الانحراف في الدين
لقوله صلي الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان"
الإيجابية تمنع من جور الحكام والسلاطين
لما سئل الحبيب صلي الله عليه وسلم عن أفضل الجهاد قال: "كلمة حق عند ذي سلطان جائر". وقد أوضح الصديق عليه أفضل الصلاة والسلام العلاقة بين الحكام والمحكومين في أول خطاب له للأمة بعد أن حمل عبئ الخلافة فقال :"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني"
وجاء الفاروق عمر يوما رجل فقال له علي رؤس الأشهاد : اتق الله يا عمر فغضب الحاضرون وأرادوا أن يسكتوه عن الكلام ، فقال لهم عمر : (لأخير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها).
الإيجابية تحمي العرض وتحقق النصر للمسلمين
جاء الإسلام ليحافظ علي الأعراض وللحفاظ علي الدين والمال والعقل ، والأمثلة علي ذلك كثيرة :
"الرسول صلي الله علية وسلم قام بإجلاء يهود بنى قينقاع عن المدينة بسبب كشف عورة إمرأه مسلمة.
"والمعتصم يعد جيشا عظيما من أجل امرءة أهينت ، فلما قالت : وامعتصماه ، قال لها : لبيك أختاه وفتح عمورية.
من صور الإيجابية
* دعوة الناس الي الخير ويكفيك في ذلك بشرى النبي صلي الله عليه وسلم (من دل علي خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم.
* مناصرة قضايا المسلمين في أنحاء الأرض قال صلي الله عيه وسلم (مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) روته بخاري.
* التخلق بالخلق الحسن مع الناس ، يقول النبي صلي الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة ، أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وارشادك الرجل في الأرض الضلالة لك صدقة ، وبصرك للرجل الردئ البصر لك صدقة ،
وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق صدقة ، إفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة).
* المشاركة بشكل إيجابي في مجالات المجتمع الواسعة كأن تشارك في الإنتخابات وتختار الجدير بالإختيار ذا السلوك القويم ، حتى ولو زورت الإنتخابات.
* إتقان العمل فإن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه حتى لو اهمله كل من
حولك فيقول (كل نفس بما كسبت رهينة).
منقول مع بعض التعديلات وذلك للفائدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.