سامي الجابر في أوكسير إبعاد أم اجتهاد
..كان الخبر الذي جاء في الموقع الرسمي للنادي الفرنسي أوكسير لكرة القدم واضحا وكلماته مثبتة كل في مكانها و غير قابلة للتأويل ..و أن النقاشات التي دارت بين سامي الجابر و بين مشرف مدربي النادي غي رو و تبادل الأفكار مع الرئيس جيرار بورجوان ..هذه النقاشات و تبادل الأفكار أقنعت سامي أن يخوض تجربة أخرى من أجل الرفع من مستواه كملقن لكرة القدم الإحترافية ..و بعد أن ذكر الخبر بمسيرة النجم السعودي الكبير..ختم بفقرة أن نادي أوكسير يؤكد رغبته في أن يفتح له آفاقا أخرى .
..و كنت متأكدا أن نادي أوكسير التي تأسس مع بداية القرن الماضي 1905..و يشرف على أكاديمته لتكوين راقي للاعبين تقنيون و أطر من مستوى عال برعاية وتخطيط عمدة المدربين الفرنسيين جي رو الذي إبتدأ حياته التدريبية عام 1960 م ..كنت متأكدا أنه يستحيل أن يبحث أو يتعاقد مع مدرب في بداية مرحلته التدريبية ..و غير فرنسي ..حتى لو كان نجما كبيرا و له تاريخ مشرق مثل سامي الجابر..وأن حقل الدلالات في الموضوع لا يتعدى استكمال الدراسة لكن بطريقة تطبيقية مما سيكمل و يثري الشهادة التي حصل عليها من انجلترا..
و قد سبقني شيخ المدربين جي رو و أوضح لبرنامج – في المرمى – أن سامي هو الذي أختار أوسير من أجل مواصلة دراسته و اكتساب الخبرة ..و أكد أنه عمل تطوعي من دون وجود عقد يربط و يلزم الطرفين بشئ ..و كرر أن الجابر سيكون ضمن الجهاز الفني للفريق لكسب خبرة مدرب و بالتأكيد لن يكون مدربا للفريق .
و لا أعرف ضمن هذا السياق هل سيدفع سامي لأوكسير تكاليف هذه الدراسة لأن أي فريق محترف في فرنسا لا يعترف بالمجانية إلا إذا كان النادي سيقدم هذه الخدمة مجانا من أجل رمي الطعم لمبتدئي التدريب في آسيا و الخليج و الدول العربية ..
و ضمن هذه المعطيات سيدخل سامي تجربة تأطيرية على مستوى التكوين العام للأكاديمية الفرنسية و سيستفيذ من تواجده مع الجهاز الفني للفريق الأم الذي سيخوض موسما بين أندية الدرجة الثانية بعد نزوله و بعد أن دخلت مرماه أعلى نسبة أهداف في تاريخ الدوري حسب إحصائيات رسمية ..
و تساءلت في هذا الصدد عن عدم إختيار الجابر لمعهد فورتان مولوه و هو المؤسسة التدريبية العالية في فرنسا و التي يديرها المدرب إيمي جاكي الذي حقق الإنجاز الوحيد للديكة الزرق على مستوي كأس العالم و أحرز كأس مونديال 1998 م..
ففي هذا المعهد الكبير يتم التعامل مع النجوم اللامعين بشكل استثنائي و يخضعون لدراسة خاصة مضغوطة تختزل عليهم طول المدة و تمنحهم شهادة توازي شهادة باقي المدربين المتخرجين و الذين لم يكونوا من قبل لاعبين دوليين نجوما .
و تساءلت هل ذهب الجابر لتكملة الدراسة والخبرة في هذه الأكاديمية الشهيرة ..بإيعاز من نادي الهلال و بتكفل كامل بالمصاريف ..من أجل العودة للاشراف على مشروع كبير ومضئ للأزرق مستقبلا و خطط له من الآن ..؟ لأن الذي يعرف الكرة الفرنسية يعرف أن نادي أوكسير يكون اللاعبين و يجلب الصغار بواسطة مكتشفيه للمواهب..و عادة ما يبيعهم بأثمنة باهضة للأندية الكبيرة والغنية بعد تكوينهم ..فخزينته من الإنجازات لا تحتوي سوى على لقب دوري واحد سنة 1996 م وعلى 3 كؤوس فرنسية ..فعمره الذي يصل إلى 107 سنوات لأن تأسيسه تم سنة 1905 م و لم يعرف عليه قط أنه يكون المدربين حتى وأن مدرب الأرسنال الفرنسي أرسن فينغر قضى فيه فترة تطبيقية كان لابد منها ليحصل على شهادة التدريب من المعهد الفرنسي المعتمد .. ومن اللاعبين الذين اشتهروا و قد تم تكوينهم في أكاديمية أوكسير النجم كانتونا و لورا بلان و جويل باتس و أوليفيي كايو و صبري اللموشي و غيرهم كثير.
..و لماذا لا يتم التساؤل عن رغبة حكماء الهلال في احتواء الموقف بخصوص زوبعة الإنتقادات التي تعرض لها الفريق و أشارت الأغلبية أن سامي الجابر يتحمل بعض الأخطاء كانت السبب في موسم متأرجح للهلال أثار السخط عند الكثيرين ..فجاءت تجربة أوكسير كمرحلة << إبعاد >> لسامي الذي يتمسك به رئيس الفريق و يغير مناصبه ..خصوصا وأن الأمير عبد الرحمن بن مساعد سيشرف على رئاسة الأزرق لفترة الأربع سنوات القادمة ..و لتفادي غضب معارضي سامي داخل البيت الهلالي و بموجبه سيعارضون الأمير بن مساعد و قد يعرقلوا نجاحه في تولي حقبة رئاسية أخرى ..؟
..غير هذه التساؤلات الجدلية ...فإن فكرة سامي الجابر في البحث عن استكمال الدراسة العلمية الأكاديمية واكتساب خبرات أخرى تعتبر رائعة و صائبة و بالتأكيد ستمنح للهلال و للكرة السعودية إطارا وطنيا تفتخر به..و تعتمد عليه ضمن آفاقها المستقبلية .
موضوع: سامي الجابر في أوكسير إبعاد أم اجتهاد